الأحد، 28 سبتمبر 2014

اليوم.. أفغانستان تشهد تنصيب غنى رئيسًا للبلاد في أول عملية انتقال ديمقراطية في تاريخها

أشرف غني


تشهد أفغانستان اليوم الإثنين أول عملية تسليم للسلطة من رئيس منتخب إلى آخر للمرة الأولى في تاريخها مع تنصيب الاقتصادي أشرف غني رئيسًا يرث بلدًا في حرب رغم 13 عامًا من وجود حلف شمال الأطلسي الذي لم يتمكن من القضاء على تمرد طالبان.


وسيخلف غني (65 عاما) المسئول السابق في البنك الدولي الرئيس حميد كرزاي الذي قاد وحيدا افغانستان منذ سقوط حكم طالبان العام 2001، وذلك بعد 13 شهرا من ازمة سياسية حول نتائج الانتخابات التي اظهرت المزيد من هشاشة المؤسسات في هذا البلد.


وقد ادعى غني ومنافسه عبد الله عبد الله الفوز في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 14 يونيو التي تخللتها عمليات تزوير مكثفة.


وتتركز غالبية المؤيدين لغني في اوساط اتنية الباشتون في الجنوب في حين يستند عبدالله الى تاييد اتنية الطاجيك في الشمال ما اثار مخاوف من اندلاع حرب اهلية وانقسام البلاد كامر واقع.


لكن الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة والامم المتحدة ادت الى اتفاق الطرفين على تشكيل حكومة وحدة وطنية، واعلان غني فائزا في الانتخابات لكثر من نسبة 55 في المئة من الاصوات في ختام عملية فرز لا سابق لها شملت ثمانية ملايين ورقة اقتراع.


وخلال احتفال رسمي يخضع لمراقبة مشددة الاثنين في كابول، المدينة التي يلفها الحزن نظرا لكثرة الاعتداءات، سيتم تنصيب غني رئيسا وعبدالله رئيسا للجهاز التنفيذي، اي رئيسا للوزراء نوعا ما، واضعين بذلك حدا لعصر كرزاي.


وقال كرزاي مساء الأحد في خطاب وداعي مؤثر “لقد بذلنا جهودا كثيرة للتوصل الى سلام دائم غير ان آمالنا، وللاسف، لم تتحقق بالكامل، ولكن علي ان اقول ان السلام آت حتما”.


وتابع كرزاي في خطابه الى الامة “غدا سأسلم مسؤوليات الحكومة الى الرئيس المنتخب وسأبدأ حياتي الجديدة كمواطن افغاني”، مضيفا “سادعم بالكامل الرئيس الجديد والحكومة والدستور وساكون في خدمتهم”.


ولدواع امنية تم ابقاء برنامج احتفالات التنصيب سريا، كما لم يرشح الكثير عن قائمة المدعوين التي لم تكتمل الا قبل اسبوع.


وستشارك الولايات المتحدة في الحفل بوفد يضم عشرة اشخاص برئاسة جون بوديستا مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما، في حين ستتمثل باكستان بالرئيس ممنون حسين والهند بنائب الرئيس حميد انصاري


وهناك دول كثيرة سيمثلها في حفل التنصيب سفراؤها في كابول، كما هي حال بريطانيا وفرنسا، في حين قررت بكين ايفاد وزير الموارد البشرية يين ويمين لتمثيلها.


وتتناقض عملية الانتقال الديموقراطي التاريخية في افغانستان في وسط كابول مع المعارك الدائرة في الريف حيث حققت حركة طالبان تقدما الصيف الحالي مغتنمة الازمة الناجمة عن الانتخابات بين امور اخرى. وادى هجوم للحركة الاسبوع الماضي الى مقتل حوالى مئة شخص بيتهم حوالى 12 ذبحا في اقليم غزنة في حين اقدم قرويون على اعدام اربعة مسلحين انتقاما لذلك، بحسب السلطات المحلية.


وفي هذا السياق، قال نائب قائد مهمة الحلف الاطلسي في افغانستان (ايساف) الجنرال كارستن جاكوبسن خلال عطلة الاسبوع ان “الاوضاع ليست قاتمة الى هذه الدرجة” مؤكدا ان السلطات في غزنة تميل الى تضخيم الامور.


وستنسحب قوة ايساف التي يبلغ عديدها 41 الف عسكري بينهم 29 الف اميركيا بحلول اواخر العام الحالي، بعد 13 عاما من الانتشار الذي لم يتمكن من القضاء على التمرد الذي تقوده طالبان.


واليوم، هناك 33 قاعدة للاطلسي في افغانستان مقابل 800 قبل اعوام خلت في حين يعمل ما لا يقل عن 350 الف جندي وشرطي افغاني على ضمان غالبية المهام الامنية بمواجهة طالبان.

لكن قوة أقل عددًا يبلغ قوامها 12 الف عسكري اجنبي ستبقى الى ما بعد العام 2014، غالبيتهم من الامريكيين، بهدف دعم وتدريب القوات المحلية بمواجهة التمرد.


أ ف ب






استراحة

0 التعليقات:

إرسال تعليق