الجمعة، 14 يوليو 2017

وزير الثقافة: معركتنا ضد الارهاب “حرب وجود” ومن أخطر المعارك التى خاضتها مصر

اكد الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة ان “مصر تخوض حربا شرسة ضد الارهاب وهي من اخطر الحروب التى خاضتها على مر التاريخ ومن بينها حروب الاستنزاف التى كانت تستهدف إضعاف مصر، بينما الحرب ضد الارهاب هى حرب وجود تستهدف مصر كدولة وتسعى الى تفتيتها وتقسيمها الى كانتونات صغيرة على اسس مذهبية وعرقية وطائفية وقبلية”.. مشيرا الى ان بسالة ويقظة الجيش والشرطة ودعم الشعب لهما بكل طوائفه حقق الكثير من الانتصارات وأحبط المؤامرات وحافظ على وحدة وامن وسلامة واستقرار الوطن”.

وأشاد وزير الثقافة بالانتصار الكبير الذى حققه جيش مصر في المعركة الاخيرة ضد الارهاب بمنطقة رفح شمال سيناء والتى اسفرت عن مصرع واصابة اكثر من 100 ارهابى، وسقوط 11 شهيدا و15جريحا.. أكد انها “كانت عملية ضخمة كشفت مجددا عن الوجه القبيح لميليشيات الارهاب الاسود التى صارت تستخدم اعتى انواع الاسلحة وانها ميليشيات منظمة لديها امكانيات ومعلومات تتجاوز حدودها.
واضاف النمنم خلال لقائه مع أسرة وكالة أنباء الشرق الأوسط برئاسة الاستاذ على حسن رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير، ” ان حرب وجود كالتى نواجهها ضد الارهاب الاسود يلزمها تكاتف الجميع مع الجيش والشرطة خلف القيادة بزعامة الرئيس عبد الفتاح السيسي..شيرا الى ان “شعب مصر يثبت يوميا انه الاستاذ والمعلم وانه يقدر حجم المسئولية وعلى استعداد للتضحية بالمزيد من ابنائه الشهداء من رجال الجيش والشرطة في ساحات الشرف والدفاع عن امن وسلامة الوطن”.
وشدد النمنم على ان “وزارة الثقافة تعمل بالتنسيق مع كافة الوزارات والجهات المعنية الاخرى في دحر فكر الارهاب من خلال استراتيجية متكاملة ترتكز على تحقيق العدالة الثقافية في كل محافظات مصر وخاصة المناطق النائية والحدودية بالوجه القبلى وسيناء وحلايب وشلاتين”.
واوضح ان “الوزارة تولي اهتماما كبيرا بالشباب والمواهب الشابة في مختلف فنون الثقافة بالقرى والنجوع لحمايتهم من فكر الارهاب والتطرف وغرس قيم المواطنة والولاء والتسامح والتعايش مع الآخر” وقال انه أتاح الفرصة امام المواهب والكفاءات الشابة لتولى مناصب قيادية والمشاركة في الفعاليات والمهرجانات الثقافية والفنية داخل وخارج مصر .

وأكد وزير الثقافة حلمي النمنم حرص الوزارة على تقديم الخدمات الثقافية المسموعة والمرئية جنبا الى جنب مع القراءة، خاصة وان نسبة الأميين في مصر تبلغ نحو 25%، ولو تم الاعتماد على الكتاب فقط يعنى اننا نستبعد ربع السكان من الخدمة الثقافية وهناك ايضا نسبة كبيرة لايقرؤون من بين المتعلمين ولكن الثقافة المرئية والمسموعة لاتحتاج الى شهادات لأن المواطن العادى يسمح ويرى الافلام والاغانى والموسيقى، وكذلك المسرحيات خاصة بعد اعادة تأهيل وتجديد خشبات المسرح القومى في جميع المحافظات.
وقال وزير الثقافة خلال لقائه مع أسرة وكالة أنباء الشرق الأوسط برئاسة الاستاذ على حسن رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير انه على قناعة تامة بان “مصر ليست القاهرة والاسكندرية فحسب وانه ليس من حق مدينة ان تحتكر الثقافة وليس من حق جيل ان يحتكر المواهب والقيادات”، لافتا الى انه كان هناك في العقود السابقة مجموعة من الكهول يسيطرون على كل شىء في مصر، ولكننا الان في وزارة الثقافة فتحنا المجال امام الشباب ليشارك في تحمل المسئولية وتقديم ماعنده من مهارات وقدرات. وضرب مثالا بصالون العشرين بقطاع الفنون التشكيلية الذى فتح المجال لمن هم حول سن العشرين وشارك فيه نحو 300 شاب تتراوح اعمارهم مابين 14 الى 29 سنة، وقدموا ابداعات جميلة وأعمالا فنية رائعة لاقت استحسان الجمهور والنقاد.
وكشف النمنم عن افتتاح 99 معرضا للكتاب خلال العام الماضى في العديد من المدن، بعد ان كان قاصرا على القاهرة والاسكندرية، من بينها حلايب وشلاتين وسيناء والوادى الجديد ومطروح ودسوق ودمنهور وكفر الشيخ.. وتم خلال هذه المعارض بيع 3ر1 مليون نسخة كتاب، واكتشفنا ان حجم الاقبال وعمليات شراء الكتب بالاقاليم اضعاف مثيلتها في القاهرة والاسكندرية.
وحول أهمية التنسيق بين وزارة الثقافة وغيرها من الوزارات ، قال إننا في مجلس الوزراء نعمل كفريق عمل واحد ولايمكن ان ينجح وزير يعمل بمفرده وقمنا بتفعيل بروتوكولات تعاون وقعت في عهد الوزير السابق دكتور جابر عصفور وأضفنا عليها بروتوكولات جديدة لتوسيع نطاق التعاون والتنسيق مع اكبر عدد ممكن من الوزارات.
وردا على سؤال حول دور قصور الثقافة في نشر الوعى واعلاء قيم المواطنة والتسامح ، قال وزير الثقافة ان لدينا في مصر 588 قصرا ومركزا وبيت ثقافة من بينها 488 تعمل بكامل طاقتها والباقى يحتاج الى اعادة بناء او صيانة او اسيتفاء معايير واشتراطات الأمن والسلامة خاصة بعد الحريق الذى شب في قصر ثقافة بنى سويف قبل عدة اعوام وهو ما جعلنا في الوزارة اكثر حرصا على الالتزام بالاشتراطات الامنية.
ونبه الوزير الى ان الفرق الفنية في المحافظات لم تعد تعمل في جزر منعزلة كما في السابق ولكن صار متاحا لكل فرقة ان تنتقل بين المحافظات، كما لم يعد السفر للخارج حكرا على بعض الفرق التى كانت تعمل في القاهرة والاسكندرية ولكن المجال اصبح مفتوحا امام الجميع، مشيرا الى فرق النوبة وتوشكى وشلاتين، وهى من احدث الفرق الفنية، وجابت العديد من عواصم العالم ولاقت اعجاب الجماهير.
وردا على سؤال حول تكريم رموز الابداع ، أعرب النمنم عن قناعته بضرورة تكريمهم احياء وليس بعد الممات مشيرا الى ان الوزارة صارت تقوم بذلك بالفعل ويتم تكريم شخصية كبيرة كل شهر على الاقل، لان الافضل ان يشعر الانسان بقيمة وتقدير الناس لاعماله وعطائه في حياته أولا ثم بعد ذلك تكريم اسمه بعد وفاته.
وحول تأثير منصب الوزير على إنتاجه الادبى ، قال النمنم انه متوقف عن الكتابة بالفعل منذ توليه الوزارة لانشغالاته الكثيرة وايضا لان دور النشر داخل وخارج مصر تتعامل معه كوزير، مما يضعه في موقف حرج وشبهة ان يكون للمنصب تأثيره ومنح كتبه اولوية خاصة.
وحول استضافة مصر لنجوم فنية عالمية مثلما يحدث في مجال الرياضة ، قال وزير الثقافة انها مكلفة جدا، مشيرا الى ما قد ينفق على استضافة نجم عالمي واحد يمكن ان نصنع به عشرات النجوم والمواهب في مصر.
وشكا الوزير من محدودية الاهتمام والصدى الاعلامى لجهود قطاعات وزارة الثقافة، قائلا ان هناك معارض للكتاب في مختلف انحاء مصر، لا يذكر عنها شيء في كثير من وسائل الاعلام، وندوات ثقافية تناقش قضايا حيوية، وحفلات وفعاليات فنية يشارك فيها آلاف من المواطنين دون ان يكون لها صدى اعلامى كبير. وضرب مثالا بمسرحية “قواعد العشق 40” التى شهدها حتى الان اكثر من مليونى مشاهد بمسرح الدولة، وهناك حفلات في دار الاوبرا يتم الحجز لها قبل 6 شهور وحفلات اخرى تباع جميع تذاكرها خلال نصف ساعة.
وأعرب الوزير عن ترحيبه، في هذا الصدد، بحضور أبناء وكالة انباء الشرق الاوسط الفعاليات الثقافية مجانا قائلا: إن “الوكالة تمثل مصر، ونجاحها نجاح لمصر، وانا اعتز بمهنتى ككاتب صحفى الى جانب كونى وزيرا للثقافة”.
وحول مكتبة الاسرة وما آل اليه حالها ، قال النمنم: انها كانت قائمة قبل 25 يناير على دعم متطوعين من رجال الاعمال وغيرهم بمبلغ حوالي 40 مليون جنيه ولكن بعد ثورة 25 يناير لم تعد هناك تبرعات وصار الاعتماد الاول على الميزانية المخصصة لها من الوزارة وهى محدودة .
وحول جهود المركز القومى للترجمة في الانفتاح على الثقافات الاخرى ، قال وزير الثقافة إن المركز الذى بدأ عمله 1980 بترجمة عدة كتب في العام تضاعف هذا العدد حاليا الى 358 كتابا العام الماضى بمختلف لغات العالم من العربية الى الاجنبية ومن الاجنبية الى العربية بواقع كتاب يوميا تقريبا مؤكدا حرص وزارة الثقافة على الالتزام بقواعد ومعايير الملكية الفكرية وعدم التدخل في اى كتاب بالترجمة او الشرح او التبسيط الا بعد الحصول على اذن من الناشر والمؤلف.
وحول جوائز الدولة ، أكد النمنم ان هناك شفافية مطلقة في توزيع الجوائز وأنه ناضل كثيرا منذ اهتمامه بالعمل الثقافى وهو محرر صحفى متخصص في الشئون الثقافية قبل أكثر من 30 عاما، من أجل تعديل لوائح التصويت على الجوائز داخل المجلس الاعلى للثقافة بما يضمن تحقيق النزاهة والشفافية المطلقة، مؤكدا أنه كوزير لا يتدخل من قريب او بعيد ولو بمجرد التلميح لصالح اى مرشح.
ونوه الوزير الى أن وضع معايير لجوائر العلوم التطبيقية سهلة لانها كما يقولون “واحد + واحد يساوى اثنين” ولكن العلوم الانسانية تعتمد على وجهات النظر، فما يراه البعض من عمل ادبى ذي قيمة رفيعة تستحق التقدير يراه اخرون ذا قيمة محدودة مثل ان يكون هناك رواية او كتاب عن “الارهاب” وآخر عن “الفقر” وثالث عن “مياه النيل” مرشحة جميعها للفوز، فسوف يختلف الجميع ايها احق بالجائزة .
وحول اختيار القاهرة عاصمة عالمية للكتاب ، قال النمنم ان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) تضع معايير من بينها ان تكون الاولوية للدول التى لم تحصل عليها من قبل ولكن الاسكندرية سبق وان حصلت عليها ، والا تكون في قارة مرتين متتاليتين وكانت في افريقيا العام الماضى. كما اننا حصلنا من اليونسكو مؤخرا على اعتراف دولى بلعبة التحطيب كإرث ثقافى (الرقص بالعصا) المنتشرة في صعيد مصر.
وحول دور أكاديمية الفنون في روما (وهى تابعة لوزارة الثقافة) ، قال النمنم إن الاكاديمية قامت بدور كبير في التخفيف من حدة الازمة في العلاقات بين مصر وايطاليا التى اعقبت حادث مقتل المواطن الايطالى ريجينى، مشيرا الى ان وزارة الخارجية والسفارة المصرية في روما اشادا بهذا الدور ، وزارنى في مقر الوزارة بالقاهرة مؤخرا حفيد مؤسس المستشفى الايطالى بالقاهرة وهو يعشق مصر ومهتم جدا باعادة العلاقات قوية بين الجانبين .
كان الاستاذ على حسن رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط قد افتتح اللقاء بكلمة رحب فيها بالكاتب الصحفى حلمى النمنم الزميل والوزير كقيمة وقامة صحفية وثقافية وسياسية واعرب عن تقديره لمؤلفاته التى تجاوزت 20 كتابا أثرى بها المكتبة العربية والمصرية لاسيما كتاباته في مجال مكافحة فكر الارهاب وتصحيح الفكر الدينى.
وقال الأستاذ علي حسن ان مصر التى انتصرت في جميع المعارك التى خاضتها على مر تاريخها الطويل، تمر الان بمرحلة مهمة حيث تواجه حربا ضروسا ضد عدو مختلف هو الارهاب الاسود الذى لايعرف دينا ولاخلقا ويسعى الى ارتداء عباءة الاسلام والاسلام منه براء، موضحا ان الجهات والدول التى تدعم الارهاب انما تنصب العداء المباشر للاسلام وللحياة وللانسانية وينبغى على كافة الجهات وقوى المجتمع الدولى ان تتحد جميعا في مواجهته.
وبين رئيس التحرير ان شعب مصر بمختلف طوائفه وفئاته وتنوعه الثقافى والفكرى يلتف في مواجهة الارهاب الأسود مع الرئيس عبد الفتاح السيسى ومع الجيش والشرطة ويشهد العالم اجمع بنجاح التجربة المصرية وبطلها الأول الجندى المصرى وجيش مصر.
وأضاف ان المواجهة مع الارهاب لها روافد عديدة ولكننا نعلق امالا خاصة على الثقافة ودور الثقافة والمثقفين ، حيث أكد التاريخ ان الاجيال السابقة التى نالت حظا وافرا من الثقافة كانت حصنا حصينا في مواجهة فكر الارهاب والتطرف ، وان كانت وزارة الثقافة بمختلف قطاعاتها وبالتنسيق مع كافة الوزارات الاخرى المعنية تقوم بدور رائد في التصدى لفكر التطرف والارهاب، فاننا مازلنا نترقب المزيد من اجل وقاية وتحصين شبابنا خاصة في المناطق الفقيرة والنائية.
م ش ا
/أ ش أ/
السابق
التالي

 



استراحة

0 التعليقات:

إرسال تعليق