الثلاثاء، 29 أبريل 2014

علماء الجيولوجيا: إختــــــلافهم ليــــــــس رحــــــمة!

مجدى غنيم : المحرر العلمي ” لقناة النيل ”

المقولة الشائعة عن علماء الفقه أن ” اختلافهم رحمة ” ، لكن يبدو أن اختلاف علماء الجيولوجيا ليس كذلك : فتقديرات علماء الجيولوجيا الاقتصادية ، بفروعها المختلفة تنبني عليها أمور خطيرة ، أمور تتعلق بمصائر الناس ومستقبل الدول .

ففي سبعينات القرن الماضي مثلا ، وفي اعقاب أزمة الطاقة الخانقة التي مر بها العالم بعد ” حرب أكتوبر ” أعلن الرئيس الأمريكى الأسبق جيمي كارتر أنه في حيرة من أمره بسبب علماء جيولوجيا البترول في بلاده ، لانهم – وهم الصفوة في هذا التخصص – يقدمون له تقديرات متباينة للغاية عن احتياطات البترول في أمريكا ، فعلى أيهما يعتمد ؟

الأمر جد خطير : فعلى مثل هذه التقديرات الجيولوجية تقوم قرارات سياسية واقتصادية و استراتيجية مهمة جدا ، فإذا تضاربت التقديرات : فبأيها يأخذ صانعو القرار ؟

منذ وقت ليس بالطويل : أثير هذا الموضوع في البرلمان الكويتي ، فمعروف أهمية البترول الكبرى في اقتصاد الكويت وقد لاحظ بعض أعضاء البرلمان تفاوتا ملحوظا في تقديرات احتياطات البترول في أراضي بلادهم وطالبوا بوضع حد لهذا .. ليتمكنوا من صنع تصورات سليمة لمستقبل اقتصادهم .

تقرير قادم من العاصمة الأردنية عمان يحمل أمرا عجيبا : فقد أكتشفت في الأردن احتياطات كبيرة من خام ” الصخر الزيتي ” ذي الأهمية الكبيرة في انتاج البترول في العالم كله ، و قدر جيولوجيون هذه الاحتياطات بنحو 30 بليون طن من ذلك الخام إلا أن التقديرات قفزت مرة واحدة إلى 70 بليون طن .

أكد ” د. على تعيلب ” شيخ علماء الأرض العرب لموقع ” قناة النيل ” الإخباري خطورة التفاوت الكبير في تقدير حجم الثروات الكامنة في باطن الأرضض ، وأوضح أن هناك مشاكل علمية تؤدي إلى هذا التفاوت ، إلا انه كشف أيضا عن أن الأمر ينطوي على حقائق سياسية و اقتصادية معقدة للغاية .

ويعترف د. تعيلب الذي يرأس اللجنة القومية لعلوم الأرض ” في أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا المصرية بأن علم الجيولوجيا نفسه – كأى علم – به قصور يصنع ذلك التفاوت في التقديرات ، وهو يرجع القصور إلى أمرين رئيسيين : أولهما استعمال نماذج رياضية مختلفة في التوقع تفضي إلى نتائج مختلفة ، و الثاني : تعدد المدارس العلمية وأساليب البحث وبالتالي إمكانيات تعدد النتائج .

وهو يرى – وهذا هم الأهم – أن العالم الجيولوجي يبذل مجهودا كبيرا ، و مع هذا فقد يظلم الناس ، حين يتهمون بعدم الدقة فيما يقدمه من تقديرات ، ود. تعيلب يكشف عن أمور خطيرة في عالمنا : إذ يدلف إلى كواليس الإعلان عن احتياطات البترول والمعادن والمياه الجوفية ، ” إنها لعبة كبيرة .. بل كبيرة جدا ” فما يعلن عنه قد لايعبر عن الحقيقة العلمية المجردة ، هناك السياسة بكل ما تعنيه الكلمة من خداع وتصارع بين المصالح المتضاربة : يؤدي إلى إعلان عن احتياط هائل في وقت معين أو إلى اخفائه تماما .. لكن إلى حين ، و هكذا دائما تمضي اللعبة و تستمر .

ثم – يضيف د. تعيلب لموقع النيل الأخباري – قائلا ” و تدخل المصالح الاقتصادية للشركات العالمية القائمة بالاستكشاف العليمة باسراه و دورها أدهى و أمر ” .

الحل ؟

يرى رئيس اللجنة القومية لعلوم الأرض وجوب الاعتماد على علمائنا وتطوير البحوث الجيولوجية المحلية ، ما استطعنا إلى ذلك سبيلا “.






استراحة

0 التعليقات:

إرسال تعليق