الثلاثاء، 29 أبريل 2014

حل لغز إختفاء حيوانات “الماموث”

مجدي غنيم : المحرر العلمي لقناة النيل

ظواهر إنقراض الحيوانا عبر العصور المختلفة التي مرت بها الحياة على الأرض تحظى بإهتمام مستمر ومزتيد من العلماء: فهم يحاولون الإجابة على أسئلة، أو حل ألغاز في بعض الأحيان تتعلق بالأسباب التي أدت إلى الإنقراض.

من أهم هذة الأسئلة، أو الألغاز:

لماذا إنقرضت حيوانات ” الماموث”؟

“الماموث” أنواع تنتمي بيولوجياً إلى ” رتبة ذوات الخرطوم”، فهي حيوانات فيلية من أقرباء الأفيال التي نعرفها حالياً.

وهي حيوانات ضخمة، يصل إرتفاع كتف الواحد منها إلى 4.5 متر، لكن ناب “الماموث” قد يتجاوز طوله إرتفاع الحيوان نفسة فيصل خمسة أمتار، وهناك الكثير من أنياب تلك الحيوانات محفوظ إلى الآن، بل أن هناك من يبحثون عنها مطمورة في الأرض، فيستخرجونها ويتاجرون في عاجها الثمين، وقد إستعملها سكان المناطق الشمالية كدعامات لخيامهم.

ومن أهم الفروق التي تميز “الماموث” عن الأفيال الحالية ( الشعر الطويل الذي يغطي جسمة).

إنتشر “الماموث” قديماً في أنحاء من المناطق الشمالية من العالم، وهو على خلاف أنواع أخرى بائدة من الحيوانات مثل “الديناصورات” حيوان حديث نسبياً، فهو لم ينقرض إلا من زمن يتراوح بين 10 و12 ألف عام.

لكن لماذا إنقرض “الماموث”؟

للعلماء اجتهادات متعددة، تدور عموماً حول التغيرات المناخية، فعلى نحو أو أخر، هناك علاقة ما بين إندثار “الماموث” والتغيرات التي مر بها مناخ الأرض قديماً.

في السويد: أعلن باحثون في مجال البيئة القديمة عن تفسير جديد لظاهرة إنقراض “الماموث”، لا يخرج عن إطار أثر التغيرات المناخية على الحياة، ولكن على نحو أكثر تعقيداً.

فوفقاً لهذا التفسير: فإن التغيرات المناخية أثرت في النباتات البرية في مواطن معيشة الحيوان، وقد أدى هذا بدورة ، ولو على نحو رئيسي، إلى فناء “الماموث”.

لقد توفرت لهؤلاء الباحثين في جامعة “لوند” السويدية وسائل علمية متطورة للغاية لفحص الحمض النووي، ليس لبقايا “الماموث” نفسه، إنما أتاحت هذة الوسائل إمكانية فحص الحمض النووي النباتي الباقي حتى الأن في عينات من التربة القديمة في مواطن حياة “الماموث”، التي تركزت في “سيبيريا”، و”السكا” على نحو خاص.

أدت التغيرات المناخية في تلك الآونه البعيدة إلى أمر عجيب، تمثل في إنخفاض القيمة الغذائية للنباتات البرية التي يقتات عليها “الماموث”، فتدهورت حالة الصحية، وواصلت تدهورها حتى إختفى من مسرح الحياة، وأصبح مجرد صفحة من تاريخ الأرض، لاوجود له في الحفريات والرسوم القديمة المسجلة في الكهوف.

إذن فقد إنقرض “الماموث” من سوء التغذية.

يؤكد علماء جامعة “لوند” أن أنواعاً أخرى من الحيوانات عاصرت “الماموث” زاجهت نفس المصير لذات السبب.

ويحذر علماء البيئة من أن التغيرات المناخية الحالية، والقادمة يمكن أن تهدد أنواعاً أخرى من الأحياءك نحن – البشر – قد نكون من بينها.






استراحة

0 التعليقات:

إرسال تعليق