الثلاثاء، 29 أبريل 2014

خريطة العالم الملاحية يعاد رسمها

مجدي غنيم ” المحرر العلمي لقناة النيل ”

التغيرات المناخية تعيد رسم خريطة العالم الملاحية : هذه حقيقة.

هل نحن منتبهون لهذذ الحقيقة ؟

ما مستقبل موقع مصر الجغرافي: الذى طالما كان عبر تاريخها كله عاملا مؤثرا للغاية في تشكيل واقعها العام ؟

ما مستقبل قناة السويس مثلا ؟

إن خريطة العالم الملاحية المقبلة لن تغلي أهمية موقع مصر، ولن تلغي أهمية “قناة السويس”، لكن أخذ معطيات الخريطة الجديدة في الحسبان من الآن أمر واجب.

ترتكز هذه الخريطة على حقيقة أن التغيرات المناخية التي تمر بكوكب الأرض تؤدي إلى ذوبان الجيلد، خصوصا في المناطق الشمالية من العالم، فهي تفتح للخطوط الملاحية مسالك جديدة ظلت دائما مغلقة أمامها تماما.

وفقل لمحلق ” جيو إيه بولبتيك ” الذي تصدره صحيفة ” لوموند ” الفرنسية، فإن التحول إلى الخريطة الجديدة ليس بالأمر السهلن هناك صعوبات كثيرة تحيطه إذ يجب مثلا تطوير السفن وفقا لظروف المناطق الشمالية الباردة، كما يجب أيضا تطوير أجهزة للملاحة ملاءمة لهذه الظروف، ووفقا لذلك الملحق المتخصص في تحليل علاقة أوضاع الأرض بالسياسة الدولية، فإن هناك برامج تنفذ بالفعل لبناء سفن تتوافق والمواصفات المطلوبة.

وتبعا للمعلومات التي وفرها الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي، فإن بوادر تأخر البحار الشمالية المتجمدة باحترار المناخ آخذة في الظهور.

غير أن الخريطة الملاحية الجديدة لا يشكلها فقط هذا الاعتبار، فهناك اعتبرات أخرى تتشابك معه وتتفاعل، ومن أبرزها أن هناك خريطة مهمة أخرى يعاد رسمها هي خريطة موارد البترول أو الغاز الطبيعي في العالم، فهذه الخريطة بسبيلها إلى التغير والتبدل الجذري.. وهي تشكل ملفا آخر معقدا.

شرطة”جازبروم” الروسية العملاقة ذراع روسيا في صناعة الغاز الطبيعي وتجارته- وفقا لمجلة “أويل آند جاز” العاليمة، تعمل بهمة على جعل شبه الجزيرة “يامال” في غربي سيبريا” إحدى نقاط الارتكاز في حركة الغاز الطبيعي العاليمة، وفي الوقت نفسه يعمل الروس على تنمية أسطولهم الفريد من “سفن شق الجليد” التي تدار بالطاقة النووية، وتزويدها بالمستشفيات العائمة ووسائل الإغاثة للتدخل في حالة “الحصار الجليدي” الذي تتعرض له السفن بين حين وآخر وهي تبحر في المياه الشمالية التي تظل رغم الظروف الجديدة مياها خطرة في النهاية.

كم تبلغ تطلفة نقل طن البضائع في الطرق البحرية” القديمة” خصوصا المتعمدة منها على المرور عبر قناة السويس، وكم تبلغ في الطرق الجديدة؟

هذه هو السؤال الأساسي في الموضوع كله.

هناك سؤال آخر يتعلق بمستقبل البيئة في البحار الشمالية، هناك جهات في العالم مثلا “المنظمة البحرية الدولية” قلقة جدا على البيئة هناك حين تصبح تلك البحار زاخرة بالسفن، لكن متى كانت الاعتبارات البيئية تصمد امام الاعتبارات الاقتصادية إذا تعارضت الأولي مع الثانية؟

الخلاصة : تتضافر التغيرات المناخية والتطورات التكنولوجية لإيجاد واقع جديد في البحار القطبية الشمالية البعيدة عنا جغرافيا جدا لكن هذا الواقع يؤثر علينا بالتأكيد.






استراحة

0 التعليقات:

إرسال تعليق