الثلاثاء، 30 يوليو 2013

ميليشيات مدنية تحمل السلاح لمحاربة بوكو حرام فى نيجيريا

"طهرنا المدينة من مصاصى الدماء فى بوكو حرام"، هذا ما قاله أبو بكر ملام قائد القوة المدنية المشتركة، ميليشيا للدفاع الذاتى حملت السلاح لمحاربة الجماعة الإسلامية فى مايدوغورى بشمال شرق نيجيريا، وتجوب ميليشيات الدفاع الذاتى المسلحة بالسواطير والفؤوس والهراوات والأقواس والسهام فى شوارع هذه المدينة المغطاة بالغبار تحت وهج شمس حارقة، وفى هذه المدينة التى تعتبر مهد حركة بوكو حرام التى تنامى خطرها فى نيجيريا، يتولى مسؤولية احد الحواجز شاب فى الرابعة والعشرين يمسك بيده ساطورا ملطخا بالدم، وقد تشكلت مجموعات الدفاع الذاتى فى مايدوغورى بمباركة العسكريين النيجيريين.



وبرزت القوة المدنية المشتركة المتروكة لقدرها بدون تدريب والتى تسلحت فى وقت قصير، مؤخرا فى عاصمة ولاية بورنو العالقة بين فكى كماشة بين الجيش والإسلاميين، وفى معركة هذه الولاية النيجيرية ضد بوكو حرام الحركة التى تسعى إلى إنشاء دولة إسلامية فى شمال نيجيريا، يؤكد مقاتلو القوة المدنية المشتركة خبرتهم بالمجموعة الإسلامية ومتمرديها، وقال داود بكار احد المسلحين فى إقليم اومارارى لوكالة فرانس برس "إننا نعرفهم جيدا فهم يعيشون بيننا"، وتتبنى هذه الميليشيات غارات على منازل المشتبه بانتمائهم إلى بوكو حرام، وعمليات توقيف متمردين وتسليمهم إلى قوات الأمن، كما تؤكد قيامها بعمليات قتل فورية. ولم يتسن لوكالة فرانس برس التحقق من حجم أنشطتها.



وبحسب قادة القوة المدنية المشتركة واهم ميليشياتها ميليشيا مايدوغورى، إن إنشاء مجموعتهم يعود إلى الهجوم الدامى الذى شنه عناصر بوكو حرام فى 11 يونيو على حى هاوسارى، وكان الإسلاميون قد وصلوا تحت غطاء جنازة وهمية، ثم توقفوا فى وسط الشارع واخرجوا كلاشنيكوفاتهم من النعش وبدأوا إطلاق النار على المارة. وقتل خمسة عشر مدنيا، وعلت أصوات تؤكد دعمها للميليشيات الجديدة فى مايدوغورى، بدءا بالعسكر الذين يرون فيها سلاحا مفيدا ضد بوكو حرام، وقال اللفتنانت كولونيل صغير موسى المتحدث باسم الجيش لوكالة فرانس برس "إننا نساند القوة المدنية المشتركة ونوصى بها ونثمن جهودها"، ويسعى ضباط إلى تنظيم المجموعة وتدريبها وكذلك تنسيق عملياتها مع الجيش.



وإذا كان التأكيد على طرد جميع عناصر بوكو حرام من مايدوغورى مبالغ فيه، فان هجوم الجيش النيجيرى وتشكل ميليشيات الدفاع الذاتى تتزامن مع تراجع الهجمات فى المدينة ومعاقل الإسلاميين الأخرى فى شمال شرق نيجيريا، لكن العنف ما زال مستمرا فى الأماكن النائية فى المنطقة، فقد تعرضت ثلاث مدارس على الأقل فى شمال شرق نيجيريا لهجمات مسلحين يشتبه بأنهم من بوكو حرام منذ بدء عملية الجيش الواسعة فى 15 مايو، والسبت الماضى قتل ما لا يقل عن عشرين شخصا فى قرية دواش عندما فتح إسلاميون مفترضون النار على ميليشيات جاءت لتهاجمهم.



واقر مسئول حكومى لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته بان مجموعة الدفاع الذاتى قد "ترتكب بعض التجاوزات" لكن بروزها يعتبر ايجابيا حتى الوقت الحاضر، وقال "ربما أن القوة المدنية المشتركة تشتم الناس، لكن بوكو حرام تطلق النار وتزرع قنابل وتقتل ضحاياها"، وقد أسفرت اعتداءات بوكو حرام وقمع القوات الأمنية عن سقوط 3600 قتيل على الأقل منذ بدء التمرد فى 2009 بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش.






المصدر اليوم السابع

0 التعليقات:

إرسال تعليق